يوم الخميس، انطلقت سفينة الفضاء الخاصة بشركة سبيس إكس، ستارشيب، التي يقال إنه أقوى صاروخ تم بناؤه على الإطلاق، من منصة إطلاق في جنوب تكساس في تمام الساعة 9:33 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة الأمريكية للقيام برحلة تجريبية. للأسف، انفجرت السفينة في الجو مما يشكل منعطفًا غير متوقع لشركة الملياردير الأمريكي “إيلون ماسك”.
الصاروخ الضخم الخاص الذي ضم 33 محركًا، ارتفع بنجاح، وصعدت مركبة ستار شيب فوق خليج المكسيك. وصلت الرحلة إلى أعلى نقطة لها عند 24.2 ميل (39 كيلومتر) فوق الأرض. بعد نحو دقيقتين ونصف الدقيقة من الإقلاع، كان من المقرر أن يستنفذ الصاروخ الضخم معظم وقوده وينفصل عن مركبة ستار شيب، تاركًا الصاروخ الضخم ليتم التخلص منه في المحيط. كان من المفترض أن تستخدم مركبة “Starship” محركاتها الخاصة لتتحرك بسرعة دوران تصل لأكثر من ست دقائق.
ومع ذلك، فشلت مركبة ستار شيب في تحقيق هذا الهدف حيث تعرضت لعدة أعطال في المحرك و بدأت في فقد توازنها. عند هذه المرحلة ، تم إنهاء التجربة ، مما أدى إلى انفجار ستارشيب في الجو.
على الرغم من هذه العثرة، تمكنت SpaceX من تحقيق عدة أهداف خلال هذه الرحلة التجريبية. كان مغادرة منصة الإطلاق إنجازًا كبيرًا لستارشيب، وستتمكن الشركة من تعلم الكثير من البيانات التي تم جمعها خلال الاختبار. في تغريدة بعد الانفجار، ذكرت SpaceX أن “النجاح يأتي من ما نتعلمه، وسيساعدنا اختبار اليوم على تحسين موثوقية مركبة ستارشيب”.
ما هو هدف شركة سبيس إكس؟
الهدف النهائي لشركة SpaceX هو جعل حياة الإنسان متعددة الكواكب وإنشاء مستوطنة بشرية على المريخ. ولتحقيق هذا الهدف، ستحتاج SpaceX إلى الاستمرار في إجراء الاختبارات والتعلم من البيانات المجمعة. بينما انتهت رحلة الاختبار يوم الخميس بانفجار، هنأ الرئيس التنفيذي لشركة SpaceX، إيلون ماسك، أعضاء الفريق على “رحلة اختبار مثيرة” وقال إنهم “تعلموا الكثير للرحلة الاختبارية التالية في غضون بضعة أشهر”.
لما يعتبر برنامج ستارشيب هامًا لوكالة ناسا؟
السفينة الفضائية هي جزء حيوي من خطط وكالة الفضاء الأمريكية ناسا لإعادة رواد الفضاء إلى القمر بحلول عام 2024. وقد اختارت ناسا شركة سبيس إكس لصنع مركبة هبوط للقمر “ستارشيب” التي ستقل المستكشفين من مركبة فضائية منفصلة إلى سطح القمر للمهمة “أرتيمس 3” المقرر إطلاقها في عام 2025. ومع ذلك، قبل أن يتمكن SpaceX من تنفيذ هذه المهمة، يتعين عليها إثبات قدرة ستارشيب على الوصول إلى القمر والعودة منه.
الرحلة التجريبية هي مجرد بداية لمشروع ضخم لشركة SpaceX. قبل أن تتمكن Starship من إتمام أول مهمة لها أو استضافة رواد فضاء، يجب على الشركة أن تجيب عن أسئلة تقنية كبيرة. سيجبر حجم المركبة الهائل الشركة على إيجاد حلول جديدة لمشاكل لم يتم التعامل معها من قبل. ومع ذلك، أظهرت SpaceX أنها على استعداد لتحمل التحدي، حتى إذا تطلب الأمر تحمل حوادث انفجار خلال عملية تطوير الصاروخ. تشير SpaceX إلى أن مثل هذه الحوادث هي أسرع وأكثر طرق فعالية لجمع البيانات، وهي نهج يفصل الشركة عن شريكها الوثيق NASA، الذي يفضل الاختبار البطيء والمنهجي على الانفجارات الدراماتيكية.
الخلاصة
في النهاية، كانت رحلة اختبار صاروخ ستارشيب التابع لشركة سبيس إكس مثيرة للإعجاب. وعلى الرغم من انتهائها بانفجار، فإن الشركة لا تزال قادرة على الاستفادة من البيانات المجمعة. هذه الرحلة الاختبارية هي مجرد بداية لمشروع ضخم تقوم به سبيس إكس. الهدف النهائي لهذا المشرو هو جعل الحياة ممكنة على كواكب آخرى. وقد أظهرت الشركة .استعدادها لمواجهة أي تحديات
الانتقال إلى الفضاء يحتوي على العديد من التحديات التي تشمل
- تقنيات الإطلاق والهبوط
- إدارة الموارد والأغذية والمياه والطاقة
- التحديات الصحية للرحلات الفضائية الطويلة
و بالتالي، يجب على سبيس إكس التفكير في هذه التحديات وتجاوزها.
الفوائد المحتملة لاستعمار المجرة كبيرة جدا. الانتقال إلى الفضاء يُزيد من فرص العثور على موارد جديدة وتطوير تكنولوجيا جديدة وزيادة الوعي العلمي والثقافي في مختلف أنحاء العالم.
ولكن قبل أن تتمكن الإنسانية من الاستفادة الكاملة من الفضاء، يجب على الشركات والحكومات والباحثين والعلماء العمل بجد لتجاوز التحديات التقنية والبشرية والاقتصادية والاجتماعية. اختبار ستارشيب قد انتهى بشكل غير متوقع. و لكن، إصرار سبيس إكس على مواصلة العمل وتحقيق أهدافها في استكشاف الفضاء يعد دليلا على الإيمان القوي بأهمية هذا المشروع وفوائده المحتملة في المستقبل.